تخطي إلى المحتوى الرئيسي

البرلمان الألماني ينتخب الاشتراكي شولتز مستشارا جديدا خلفا لميركل

بعد شهرين ونصف على الانتخابات في ألمانيا، اختار البرلمان الألماني أولاف شولتز مستشارا الأربعاء، معيدا اليسار الوسط إلى الحكم ليطوي بذلك نهائيا عهد أنغيلا ميركل الذي استمر 16 عاما. وتمكن شولتز من الفوز في الانتخابات التشريعية التي أجريت في أيلول/سبتمبر ونجح أيضا في تشكيل ائتلاف حكومي غير مسبوق بدون أي عقبة مع حزب الخضر والليبراليين.

المستشار الألماني الجديد أولاف شولتز البوندستاغ، 8 كانون الأول/ ديسمبر 2021.
المستشار الألماني الجديد أولاف شولتز البوندستاغ، 8 كانون الأول/ ديسمبر 2021. © رويترز
إعلان

أصبح  الاشتراكي أولاف شولتز صاحب الشخصية الصارمة الأربعاء رسميا مستشارا جديدا على رأس ألمانيا خلفا لأنغيلا ميركل التي بقيت في المنصب 16 عاما.

وحصل شولتز (63 عاما) المدعوم من الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر والليبراليين، على تأييد 395 نائبا من أصل 736 في البوندستاغ، على أن يتوجه فيما بعد إلى مقر رئيس الجمهورية الفدرالية فرانك فالتر شتاينماير لتسلم وثيقة تعيينه.

تهنئة أوروبية

وهنأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، شولتز الأربعاء وتعهدا بالعمل معه من أجل اتحاد أوروبي أقوى.

وكتبت فون دير لاين بالألمانية لغتها الأم "تهاني عزيزي أولاف شولتز لانتخابك وتعيينك مستشارا فدراليا. أتمنى لك بداية جيدة وأتطلع لتعزيز الثقة في التعاون من أجل أوروبا أقوى".

ورئيسة المفوضية عضو في الحزب المسيحي الديمقراطي (يمين وسط) الذي تنتمي له المستشارة المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل، وخدمت في حكومتها قبل أن تنتقل إلى مقر رئاسة المفوضية في بروكسل، فيما ينتمي شولتز إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي المنافس.

وسيجري شولتز أول زيارة رسمية له الجمعة إلى باريس للقاء مع الرئيس إيمانويل ماكرون قبل أن يتوجه إلى بروكسل لمحادثات مع فون دير لاين وميشال يتوقع أن تشمل قمة الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل.

من ناحيته، كتب ميشال الذي يترأس قمم الاتحاد الأوروبي، في تغريدة "أتطلع للعمل معا نحو أوروبا قوية وذات سيادة".

كذلك شكر ميشال ميركل على"السنوات العديدة من الثقة والتعاون".

إعادة الاشتراكيين للحكم

ومنذ وقت قصير كان يقال إن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي إليه شولتز يحتضر. إلا أن هذا الأخير تمكن ليس فقط من الفوز في الانتخابات التشريعية التي أجريت في أيلول/سبتمبر، بل نجح أيضا في تشكيل ائتلاف حكومي غير مسبوق بدون أي عقبة مع حزب الخضر والليبراليين. يستلهم شولتز من أسلوب ميركل حتى أنه يقلدها في الإيماءات، إلى درجة أن صحيفة "تاتس" اليسارية وصفته بأنه نسخة "متحورة" من المستشارة الألمانية.

ونجح شولتز في فرض نفسه رغم أنه لا يزال غير معروف كثيرا بالنسبة للألمان أنفسهم.

لا تتوافر أي سيرة للمستشار المقبل، رغم أنه شغل مناصب وزارية مرات عدة وكان رئيسا لبلدية هامبورغ، ثاني مدن ألمانيا.

"تجسيد للسياسي الممل"

تنقل شولتز الذي وصفته مجلة "در شبيغيل" الأسبوعية بأنه "تجسيد للسياسي الممل"، بين كل مستويات الشأن العام منذ سبعينيات القرن الماضي.

ولد أولاف شولتز في أوسنابروك في 14 حزيران/يونيو 1958 وكان والده تاجرا ووالدته ربة منزل. وانضم إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي في 1975 في سن السابعة عشرة، وهو يميل أكثر إلى التيار اليساري للحزب. وكان آنذاك شعره طويلا ويرتدي كنزات صوفية ويشارك في عدد كبير من المظاهرات السلمية.

بالتوازي، كان شولتز يتابع دراساته في القانون. وأسس العام 1985 بعدما أصبح أصلع، مكتب محاماة متخصصا في قانون العمل.

ودافع خصوصا عن موظفين في عدد كبير من الملفات، في أعقاب توحيد ألمانيا العام 1990، في قضايا خصخصة أو حل شركات في ألمانيا الشرقية السابقة.

انطلقت مسيرته فعليا عندما وصل الاشتراكي الديمقراطي غيرهارد شرودر إلى المستشارية. وانتخب شولتز العام 1998، نائبا وأصبح أمينا عاما للحزب العام 2002.

عودة ناجحة

يلقي خطبه بنبرة رتيبة أكسبته لقب "شولتسومات" (المستوحى من كلمة تعني الشخص الذي يتصرف كرجل آلي) ما يثير انزعاجه. وقال في معرض الدفاع عن نفسه "كنت أسأل دائما الأسئلة نفسها وأقدم دائما الإجابات ذاتها". وأكد أنه "يضحك أكثر مما يعتقد الناس".

وصرح قبل فترة قصيرة لمجلة "دي تسايت"، "أنا رصين وبراغماتي وعازم. لكن ما دفعني إلى العمل السياسي، هو المشاعر" داعيا إلى "مجتمع عادل" يكون لدى "كل شخص فيه آفاق جيدة في حياته الفردية".

في العام 2018، خلف شولتز المسيحي الديمقراطي فولفغانغ شويبله في وزارة المال وواصل النهج المالي الصارم لهذا الأخير.

وقد ساهم موقعه الوسطي في تهميشه داخل حزبه، لدرجة أنه في العام 2019، فضل الناشطون استبعاده عن رئاسة الحزب.

ومع ذلك، تمكن شولتز من العودة بقوة بفضل الوباء ولم يتردد في الخروج عن بنود الميزانية معتمدا السخاء في الانفاق.

ورغم نكسة العام 2019، اختار الحزب الديمقراطي المسيحي، أحد أقدم الأحزاب الأوروبية، أولاف شولتز لتمثيله، رغم الانتقادات التي استهدفت الوزير بعد الإفلاس المدوي لشركة فايركارد المالية.  

  

فرانس24/ أ ف ب

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

مشاركة :
الصفحة غير متوفرة

المحتوى الذي تريدون تصفحه لم يعد في الخدمة أو غير متوفر حاليا.