يشهد اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، نزاعا داميا منذ 2014 بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين الذين يسيطرون منذ نحو أربع سنوات على العاصمة صنعاء ومناطق اخرى.
وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 لوقف تقدم الحوثيين ودعم قوات الحكومة المعترف بها دوليا.
وأوقعت الحرب منذ التدخل السعودي نحو 10 آلاف قتيل غالبيتهم من المدنيين وأغرقت أكثر من ثمانية ملايين شخص في شبه مجاعة وتسببت بـ"أسوأ أزمة إنسانية" في العالم، بحسب الأمم المتحدة.
شن الحوثيون انطلاقا من معقلهم في صعدة (شمال) هجوما كاسحا باتجاه صنعاء بعدما اعتبروا أنهم تعرضوا للتهميش منذ الاحتجاجات التي شهدتها البلاد ضد حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح في 2011.
سيطر الحوثيون الذين ينتمون إلى الأقلية الزيدية، على معظم معاقل النفوذ للقوى التقليدية في شمال اليمن، ثم دخلوا صنعاء وسيطروا على معظم مبانيها الحكومية.
واصل الحوثيون تقدمهم حتى بسطوا سيطرتهم على ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر.
بعد معارك ضارية، سيطر الحوثيون على القصر الرئاسي في صنعاء ما اضطر الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى الفرار إلى مدينة عدن الجنوبية.
نفذ التحالف الذي تقوده السعودية ضربات جوية على مواقع للحوثيين، وذلك بعد ستة أشهر من دخولهم إلى صنعاء، في محاولة لوقف تقدمهم.
أعلنت حكومة هادي أنها استعادت محافظة عدن في الجنوب، في أول انتصار تحققه منذ تدخل التحالف. وأصبحت عدن العاصمة المؤقتة للسلطة المعترف بها دوليا.
عزز التحالف قوته الجوية بمئات من القوات البرية، وبحلول منتصف آب/أغسطس، استعادت القوات الموالية خمس محافظات جنوبية.
استعادت القوات الحكومية السيطرة على مضيق باب المندب الذي يعد رابع أكبر ممر مائي في العالم.
اتهم الحوثيون حليفهم الرئيس الراحل علي عبدالله صالح بالخيانة بعدما وصفهم بالميليشيات. وتطور الخلاف في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر إلى اشتباكات على الأرض بين الحوثيين ومؤيدي صالح. قتل صالح على أيدي حلفائه السابقين في بداية كانون الأول/ديسمبر، لينفرد الحوثيون بالحكم في العاصمة اليمنية. وشهد بدوره معسكر السلطة خلافات.
اندلعت مواجهات عنيفة في مدينة عدن بين الانفصاليين الجنوبيين ومقاتلين موالين لهادي. وسيطر الانفصاليون الذين يحظون بدعم الإمارات (الدولة العضو في التحالف) على معظم أنحاء المدينة.
أطلقت القوات الحكومية، مدعومة بقوات إماراتية وسعودية، عملية أمنية على مدينة الحديدة الساحلية، التي تضم ميناء إستراتيجيا، وتعتبر نقطة عبور مهمة للمساعدات الإنسانية.
وصلت القوات الحكومية المدعومة من قوات سعودية وإماراتية إلى مشارف المدينة الساحلية قبل أن تعلّق هجومها بانتظار مفاوضات سياسية، وسط مطالبة من قبل التحالف بانسحاب الحوثيين من المدينة ومينائها.
أعلنت بعثة خبراء مفوضة من قبل مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن كل أطراف النزاع في اليمن يحتمل أن يكونوا ارتكبوا "جرائم حرب". ومنذ بدء عملياته في اليمن في آذار/مارس 2015، اتهمت منظمات حقوقية التحالف الذي تقوده الرياض بالتسبب بمقتل مئات المدنيين في غارات أصابت أهدافا مدنية في البلد الفقير.
وقتل أكثر من 50 شخصا بينهم 40 طفلا بحسب الصليب الأحمر في غارة استهدفت حافلة في صعدة في التاسع من آب/أغسطس. كما قتل ما لا يقل عن 26 طفلاً و4 نساء في غارتين للتحالف في منطقة الدريهمي قرب مدينة الحديدة الساحلية في الشهر ذاته.
وتقول الأمم المتحدة أن أكثر من ألفي طفل قتلوا في النزاع منذ تدخل التحالف العسكري.